الأخباربرا الملعبملفات خاصة

الظاهرة أفشة .. هل وجدنا خليفة رضا عبد العال مبكرًا؟

يقول الممثل الأمريكي ستيف مارتن “قد تكون الكوميديا تجارة كبيرة ولكنها ليست جميلة” فيما يرى بيتوفين “الثناء هو صديقي، والكوميديا هي النهاية”.

لم تغب روح الكوميدي عن نجوم كرة القدم المصرية، صحيح أنها ليست الهدف ولا عامل أساسي للتقييم، والعشب لن يتحول إلى مسرح ولن يصبح صياح المدرجات قهقه وابتسامة.

في كل جيل احتفظ لاعب أو اثنين بالزاوية الكوميدية ليمنح غرف الملابس المشحونة بتعقيدات “التكتيك” لغة الضحك والسخرية والمقالب، ذاكرة الجيل الحالي ستأتي بـ محمد بركات نجم الأهلي والإسماعيلي السابق وعضو اتحاد الكرة الحالي.

زاوية أخرى: ماذا لو كان عدلي القيعي زملكاويًا؟

تذوق: هل وجد مقلد الضوء أم أنها لعنة الكهرباء؟

وتعيد منصات التواصل الاجتماعي على أذهاننا طرائف مدحت فقوسة نجم المصري البورسعيدي والأهلي الراحل، والذي خاض مسيرته التدريبية تحت شعار “الكوميديا دائمًا وأبدًا”.

السطور التالية لا تستعرض تاريخ نجوم الكوميديا في الملاعب ربما ذلك سيكون متاحًا قريبًا.

محمد مجدي أفشة .. وافد جديد إلى المسرح

راهن الأهلي على صفقة وقدرات محمد مجدي أفشة في تعويض الغياب الذي تركه عبد الله السعيد، ليصبح من رجال الجزيرة في 2019 مقابل 20 مليون جنيه بعد مفاوضات شاقة مع إدارة بيراميدز التي حاولت عرقلة المهمة قدر المستطاع.

دخل أفشة تاريخ الأهلي وقلوب عشاقه من الباب الكبير بعدما سجل هدفًا يصنفه الكثيرون “الأغلى” في حكاية المارد الأحمر مع كرة القدم، لمنحه لقب نهائي القرن أمام الزمالك وخلده المعلق التونسي عصام الشوالي بمسمى “القاضية ممكن”.

تراجع مستوى لاعب خط الوسط بشدة خلال الفترة التالية وتحولت الانتقادات إلى موجات سخرية حتى عجز حائط هدف القرن التاريخي عن المواجهة.

الكوميديا .. سترة نجاة

عجزت محاولات أفشة لاستمالة جماهير الأهلي سواء بمطالبات الدعم أو مواصلة التطور في الملعب، لتأتي الكوميديا وتعطيه فرصة ثانية في قلوب سكان الثالثة شمال.

أصبحت مقاطع أفشه الوجه الكوميدي الرياضي لمستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، ليعقبه تطور مذهل في أداء اللاعب وخروجه من دائرة “المغضوب عليهم”.

رحلة صناعة الكوميديان وتأثير الزعيم

تفاصيل قليلة تُظهر جانب أفشة ومواقفه داخل غرف الملابس ربما لقلة عمر مسيرته نسبيًا إلى جانب عدم توديع عدد من رفاقه الملعب والانتقال إلى الشاشات والتي توفر فرصة الإطلالة على الذكريات.

ولكن في المجمل ظهر أفشة بشخصية مرحة حتى أنه وصف نفسه خلال ظهور قصير على حساب الأهلي بمنصات التواصل الاجتماعي “لا أحب شيء سوا كرة القدم ومشاهدة عادل إمام وسماع عمرو دياب واكل الملوخية”.

مسرح التتويج الأفريقي

يظل المشهد الكوميدي الأبرز في مسيرة محمد مجدي أفشة حتى الآن، هو حديثه القصير بعد التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا على حساب الوداد المغربي في مركب محمد الخامس.

قال أفشة: “كل الخوف على اللي جاي مش على اللي بعد كدة” لتتفجر موجة من السخرية والتداول سهلتها حالة الفرح والسعادة بالتتويج القاري.

مداعبة معلول

استمر محمد مجدي في توزيع “قفشاته” عقب التتويج بأفريقيا عندما ظهر رفقة الظهير الأيسر التونسي علي معلول قائلًا : “أقسم بالله معلول أفضل باك رايت في التاريخ”.

احتفال يزعج الفيفا

يتشارك محمد مجدي أفشة مع الزعيم النا زي الألماني هـ تلر في الطول فكلاهما يدور حول 170 سم، وأظن لاعب الأهلي لا يعلم هذه المعلومة.

سجل أفشة هدفًا صاروخيًا في مرمى طلائع الجيش ضمن فعاليات الدوري المصري الممتاز، وذهب للاحتفال مع والده المتواجد في المدرجات بطريقة التحية النا زية الشهرية.

تسبب الاحتفال في جدل كبير وصل إلى شكوى في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وعلق حينها عامر حسين رئيس لجنة المسابقات في اتحاد الكرة المصري قائلًا: ” الاتحاد الدولي طلب الرد على الشكوى خلال 90 يومًا، والأهلي لديه علم تام بوجود خطاب من جانب فيفا حول احتفال محمد مجدي أفشة في لقاء طلائع الجيش”.

الكوميديا تنقذ أفشة مجددًا

” كلمت أفشة واستفسرت منه عن سبب احتفاله، قالي والله العظيم ما اعرف مين هـ تلر أو إيه النا زية دي” جزء من حديث الإعلامي أمير هشام عن مكالمته مع أفشة.

استقبلت الجماهير رد أفشة بكوميديا حتى وإن كان هذه المرة يتحدث بجدية وصدق، لتمر الأزمة ويتفادى الإيقاف أو الغرامة.

البحث عن عم حارس

اختار محمد مجدي أفشة، “عم حارس” عامل غرف ملابس الأهلي، لإنقاذه من ترند “الخوف على اللي جاي” في مقطع فيديو قصير.

زاد المقطع من التناول الكوميدي لرواد التواصل الاجتماعي مع اللاعب.

ظهر الثنائي واللاعب يشكو السخرية الكبيرة منه ولكن بطريقة كوميدية أيضًا.

رضا عبد العال ومدرسة التحليلي الكوميدي

خطف رضا بعد العال العيون والأذهان في مسارات مختلفة، الأولى كانت بمهاراته المميزة رفقة الزمالك، والثانية بالانتقال المدوي والغير متوقع إلى الغريم التقليدي الأهلي، والأخيرة بابتكار طريقة لعب 4-1-3-1.

اكتشف الإعلام الرياضي الحس الكوميدي لـ عبد العال متأخرًا ويعود الفضل إلى الثنائي خالد الغندور وإبراهيم فايق، رغم أن التلفزيون قدمه في مشهد مضحك من خلال مسلسل “جاري البحث عن شحته” الذي تم انتاجه عام 1997 من بطولة أشرف عبد الباقي.

 

التدرج في السرد

بدأ رضا عبد العال إظهار حسه الكوميدي بسرد حكايات مضحكة بعيدًا عن الملعب وأشهرها “تثبيته على الطريق الدائري” ثم تطرق لإسقاط الكوميديا على خطط المدربين ووصف أداء اللاعبين بعشوائية وبعيدًا عن التحليل الرقمي والتسلسل المنطقي للوصف أو الاعتماد على قواعد واضحة في الحديث الفني والخططي.

منح “الهجص” كما وصفه الفنان رامز جلال خلال استقبال رضا عبد العال ببرنامج “رامز نيڤر إند”، الحضور الدائم في المحطات التلفزيونية وهو ما دفع إحدى الشركات الإعلانية إلى الحصول على حقوق رعايته وتسعير دقائق ظهوره على الشاشات.

خليفة محتمل

فهل سنرى محمد مجدي أفشة على مقعد عبد العال مستقبلًا؟ أم أن المواسم المقبلة ستمنحه لمسة محمد بركات بفصل الكوميديا عن الحديث الفني وأجواء الملعب؟

 

mohamed elhalees

محمد الهليس صحفي مصري يكتب في الشأن الرياضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى