مدرج المظاليمملفات خاصة

أندية المحلة..ميراث ملوك وكفاح عمال أضاعه الأحفاد

تمتلك أندية المحلة الكبرى تاريخ كبير من الناحية التاريخية والإنشائية فنادي البلدية تم تأسيسه عام 1931 فيما يعود تاريخ ظهور غزل المحلة إلى عام 1936، ولكن يعيش الناديان حالة من التراجع الرياضي في العقد الأخير.

دائماً ما كانت كرة القدم هي المقياس الحقيقي لنجاح قطبي الرياضة في المحلة وخاصة زعيم الفلاحين الذي يتم تصنيفه كأحد أفضل أندية مصر على الإطلاق، فيما تأثر شقيقه بصبغة اجتماعية ترجع لطبيعة تأسيسه لكنها لم توقفه عن الإبداع الكروي فيما بعد.

وتشهد أندية المحلة تراجع كبير على مستوى نشاط كرة القدم، فالفريق الأحمر لم يعرف طريق الدوري المصري منذ موسم 2008، فيما يشاركه عزل المحلة حالة البحث والغياب في الدرجة الثانية منذ موسم 2016.

بدايات مذهلة وتاريخ متنوع في مدينة واحدة

ويرجع تأسيس نادي بلدية المحلة إلى الملك أحمد فؤاد الثاني عام 1931 وذلك بناءاً على إشارة من البرنس إسماعيل داوود( أحد أفراد العائلة المالكة وظابط بالجيش ورئيس اللجنة الأولمبية) المعروف عنه عشقه للرياضة البدنية، وتم افتتاح النادي رسمياً عام 1937 بحضور الملك فاروق الذي تم إطلاق اسمه على النادي.

يمكنك أن ترى حالة التنوع التاريخي المذهل بتصفح تاريخ أندية المحلة، ففي غزل المحلة ستجد حالة مختلفة تماماً عن الحالة الملكية في الجزء الأخر من المدينة، فتاريخ زعيم الفلاحين يعود رسماً إلى عام 1936 وهو ناتج عن إنشاء شركة مصر للغزل والنسيج على يد طلعت حرب، حيث لجأ الخبراء الأجانب إلى ممارسة رياضة كرة القدم للخروج من ضغوطات العمل في الشركة وهو ما جرت عليه العادة بين العمال المصريين فيما بعد.

ما بعد التأسيس

أن تنتمي لمدينة عريقة مثل المحلة فهذا سيضمن لك مساندين بروح قتالية، هذا ما وجده فريق غزل المحلة، حيث عشق أبناء المدينة فريق كرة القدم الذي قدم أداء رائعاً في مختلف المنافسات وحقق إنجازات جعلته ضمن أفضل 10 أندية في تاريخ كرة القدم المصرية.

فأندية المحلة ومنطقة الدلتا تعتبر فريق الغزل هو المثال المشرف والنموذج كروياً، فأرجنتين مصر(كما يُطلق عليه) نجح في التتويج بقلب الدوري المصري موسم 1972-1973 ليدخل ضمن قائمة ذهبية تضم 6 أندية آخرين وتمكن من بلوغ نهائي كأس مصر في 6 مناسبات، كما حصل على وصافة دوري أبطال أفريقيا موسم 1974 ووصل إلى الدوري قبل النهائي في الموسم التالي.

حاول بلدية المحلة الظهور كروياً ونيل جزء من الأضواء التي يتمتع بها منافسة في المدينة، ونجح المدرب أحمد الشعراوي في قيادة الفريق بمجموعة من اللاعبين الرائعين إلى الدوري المصري الممتاز موسم 1992-1993، ليبدأ بعدها الفريق مشوار كبيرة تظهر معالمه المميزة في بلوغ نهائي كأس مصر والوصول إلى الدور ربع النهائي لبطولة كأس الكؤوس الإفريقية.

وبخلاف من تألقو في النادي، نجح الفريق في تصدير لاعبين عظماء للفرق الأخرى ومنتخب مصر وعلى رأسهم محمد عمارة وياسر رضوان وهاني العجيزي بالإضافة إلى أكرم عبد المجيد والمدافع محمد نجيب.

ديربي الغضب ..أجواء إيطالية في مصر

رغم أن المَقام في دوري الدرجة الثانية لا يمثل الحجم الحقيقي للمنافسة بين أندية المحلة (غزل – بلدية) إلا أن مباريات الفريقان تظل حدث كبير في المدينة ولقاء جدير بالمتابعة والتفرغ، فبخلاف المتعة الكروية ستجد نفسك أمام مدرجات مشتعلة وحماسية على طريقة أجواء الدوري الإيطالي.

حاضر مؤسف وواقع حزين

يعاني الفريقان من تدهور إداري كبير تسبب في غيابهما عن الأجواء التي تليق بهما، فغزل المحلة ظل لسنوات أسير العمولات في يد من لا يفهم كروياً، وفي الفترة الأخيرة ظهرت محاولات إصلاح حقيقة أهمها تولى خالد عيد المسئولية الفنية للفريق وهو ما تسبب في حالة من الرضا والسعادة عند الجماهير.

فيما يجني بلدية المحلة ثمار تولى إدارة الكرة من يملك المال ويفوز في الانتخابات، فكرة الكرة لديهم فرصة جيدة للتلميع والظهور في العمل العام ومحطة لا بد منها لبلوغ هدف أكبر كاتحاد الكرة، وتظل الجماهير هي السند الحقيقي حيث لا تتغير ميولها ولا يشوه فكرها ولا تحكمها المصلحة.

اقرأ أيضاً: كلوب يحدد مهاجم منتخب مصر في أمم أفريقيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى