ميلان .. سفينة الذهب تواصل الغرق
ميلان .. ما أصعب أن يتبدل حالك في سنوات قليلة وتتغير بوصلتك، فبعد أن كنت تمتلك مقعد مخصص في كبرى المناسبات، أصبح مشاركتك على الهامش وفي مرات نادرة، أي حسرة هذه التي يشعر بها عشاقك؟
يواصل فريق إيه سي ميلان الإيطالي سلسلة النتائج السيئة في بطولة الدوري وابتعاده عن مراكز المقدمة بالإضافة إلى الغياب عن المنافسات القارية وفي مقدمتها دوري أبطال أوروبا.
ويمتلك الروسونيري شعبية كبيرة على مستوى العالم وخاصة في الوطن العربي، فالفريق عرف عنه تقديم الأداء الممتع وتحقيق الألقاب المحلية والعالمية فضلاً عن مشاركة مواهب خارقة وأجيال مميزة كان أخرها بقيادة البرازيلي كاكا والإيطالي إنزاجي والهولندي سيدروف.
وفي التقرير التالي يستعرض موقع الدوري تاريخ نادي ميلان العريق وأبرز نجومه
البداية والتأسيس
فكر ثلاثة إنجليز في تأسيس نادي يمثل المدينة الإيطالية العريقة، وقال أحدهم عباراة شهيرة “سنكون فريقا من الشياطين ألواننا هي الحمراء والسوداء، وتمثل النار والخوف التي ترهب المنافسين”، ليخرج نادي ميلان إلى النور في 16 ديسمبر عام 1899 تحت مسمى نادي ميلان للكريكت وكرة القدم.
أول مباراة وأول لقب
انضم نادي ميلان إلى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم في بداية عام 1900، وخاض لقاءه الأول ضد فريق ميديولانوم وتفوق ميلان بثلاثية نظيفة بقايدة اللاعب الشهير ديفيد أليسون.
وفي السنه التالية تمكن من إحراز أول ألقابه وهو الدوري الإيطالي بعدما تغلب على حامل اللقب فريق جنوى بنتيجة 3-0، لتتيقن أندية الكالتشيو أن هناك كيان جديد قادم للمنافسة بشراسة على زعامة البطولة الأشهر.
الإنفصال وتكوين إنتر ميلان
جاء موسم 1908 ليشهد واقعة غريبة وأثرت لاحقاً في تاريخ الكالتشيو، حيث قرر الاتحاد الإيطالي منع اللاعبين الأجانب من المشاركة في بطولة الدوري وهو ما تسبب في إنسحاب عدد من الأندية في مقدمتها تورينو وجنوة.
لكن الأمر كان مختلف في ميلان حيث أنقسم مسئولي الفريق بين الخيارين فعدد منهم كان يدعم قرار المنع لتنشق هذه المجموعة وتقرر تأسيس نادي جديد يحمل اسم “إنتر ميلان”، وتواجه الفريقان للمرة الأولى في نفس الموسم وفاز إيه سي ميلان بهدفين مقابل هدف.
مر ميلان بفترات مختلفة فعاني من سنوات هبوط وتراجع مع الحرب العالمية الأولى، وهو ما استمر في حقبة الثلاثينيات وبداية الأربعينيات حيث دائماً ما كان الفريق بعيداً عن تحقيق اللقب أو التواجد في مراكز المقدمة.
جوفاني والتطوير
تولى جوفاني تراباتوني رئاسة النادي الشهير مع بداية الأربعينيات وتمكن من إعادة ترتيب الأوراق وتطوير مستوى الفريق والتواجد دائما في مراكز المقدمة لجدول ترتيب الكالتشيو، وذلك بفضل التعاقد مع ثلاثي المنتخب السويدي في أولمبياد 1948 (جونار جرين، نيلس ليدهولم، جونار نوردال) وأحرز الأخير لقب هداف الدوري الإيطالي، وحقق الفريق اللقب للمرة الرابعة في موسم 1950-1951.
ميلان يعرف طريق الألقاب الأوروبية
عرف فريق ميلان طريق المشاركة الأوروبية في الستينيات وحقق كأس الأندية الأوروبية البطلة في مناسبتين الأولى أمام بنفيكا البرتغالي فيما كانت الثانية على حساب أياكس أمستردام الهولندي، وواصل تألقه المحلي بتحقيق لقب الدوري والكأس.
السبعينات والهبوط إلى الدرجة الثانية
تراجع أداء ميلان بشكل كبير في السبعينيات ولم ينجح في تحقيق لقب الدوري أو الظهور بإنجاز أوروبي وأكتفى بالفوز ببطولة الكأس، واستمرت الأمور في السوء حتى قرر الإتحاد الإيطالي معاقبة الفريق بالهبوط إلى الدرجة الثانية على خلفية فضيحة الرشاوي التي تسبب فيها رئيس النادي فيليس كولومبو مع عدد من لاعبي لاتسيو.
عاد الفريق سريعاً إلى الدوري وظهر الرئيس الجديد سيلفيو برلسكوني، ووعد بخطة شاملة لتطوير الفريق الأول وتعاقد مع أبرز نجوم الكرة الإيطالية وقال تصريحه الشهير “سأجعل العالم يعرف إيطاليا على أنها بلد نادي الميلان“.
وبرغم عدم البداية الجيدة إلا أن برلسكوني لم ييأس وواصل التدعيم بصفقات ثقيلة مثل فان باستن ورود خوليت وعدد آخر من النجوم ليتمكن الفريق من معانقة لقب الدوري الإيطالي مجدداً، وحقق دوري أبطال أوروبا بعد أن قدم بطولة تاريخية بالإضافة إلى السوبر القاري.
واصل الفريق إبداعه في التسعينيات ووصل إلى نهائي البطولة الأوروبية ثلاث مرات متتالية حقق اللقب في واحدة منها، فيما تنوعت نتائجة المحلية بين رائعة في بداية الحقبة وغير مرضية في السنوات الأربعة الأخيرة.
الجيل الجديد وتألق المهاجم الأوكراني
وفي بداية القرن الجديد تمكن مسئولي ميلان من تكوين فريق قوي عُرف بأنه جيل ذهبي حيث ضم الأوكراني شيفشينكو وإنزاجي وأدريا بيرلو بالإضافة إلى كلارنس سيدروف وريفالدو وغيرهم من النجوم.
وقاد المدرب كارلو أنشلوتي هذه المجموعة في فترة رائعة حقق فيها الفريق الألقاب المحلية ولقب دوري أبطال أوروبا على حساب يوفنتوس وكان قريب من تحقيق نفس اللقب مرة ثانية أمام ليفربول لولا ركلات الترجيح، كما ظهر النجم البرازيلي كاكا في هذه الفترة بشكل لافت للأنظار.
وعاني الفريق من فترة إهتزاز مجدداً وتباين أداءه في هذه الأوقات ولكنه استمر في الحصول على مراكز مقدمة وتحقيق الألقاب وكان أهمها التتويج بدوري أبطال أوروبا موسم 2007 على حساب ليفربول، ومن ثم السوبر الأوروبي على حساب إشبيلية الأسباني وكأس العالم للأندية، ليبدأ الفريق بعد ذلك في مرحلة هي الأسوء على الإطلاق وصلت إلى أن ميلان يجد صعوبة بالغة في الحصولة على مقعد أوروبي فكان أخر لقب حققه في بطولة الدوري عام 2011 تحت قيادة المدرب أليجري.
حصيلة البطولات
حقق فريق ميلان بطولة الدوري الإيطالي 18 مرة، والكأس المحلي في 5 مناسبات، والسوبر 7 مرات، وعلى المستوى القاري يعد ميلان من أنجح الأندية العالمية بتحقيقه 18 لقب قاري متنوع بين 7 دوري أبطال أوروبا و5 للسوبر و2 في كأس الكؤوس و3 في الإنتركونتيننتال وبطولة وحيدة لكأس العالم للأندية.
أفضل لاعب في العالم
دائماً ما كان ميلان محطة مهمة في حياة أبرز لاعبي كرة القدم في العالم وحقق 6 منهم جائزة الكرة الذهبية (الإيطالي جياني ريفيرا 1968- الهولندي روغوليت 1987- الهولندي فان باستن ثلاث مرات- جورج وياه 1995- أندريه شيفشينكو 2004- كاكا 2007).
وبخلاف اللقب الفردي الأشهر، حافظ لاعبي ميلان على المنافسة والفوز بالألقاب الفردية الأخرى مثل هدافي البطولات المختلفة وجائزة مجلة وورد سوكر وجائزة القدم الذهبية بالإضافة إلى جائزة أفضل لاعب المقدمة من الفيفا.
اقرأ أيضاً: بيبو والمشاهير.. قُبلة الإمام وأسيست السادات وموعد السندريلا