الأخبارالكرة المصريةملفات خاصة

كيف سقطت القلعة؟ خطايا المستشار السبع

“عشان الزمالك جينا .. الزمالك بيضيع قدام عنينا” لم تجد جماهير الفارس الأبيض أبلغ من الكلمات السابعة السابقة للتعبير عن غضبها وحال النادي خلال مواجهة غزل المحلة في يناير الماضي والتي انتهت بثنائية مقابل هدف لزعيم الفلاحين.

يعيش صاحب الـ 112 عاما سنوات تنافس ضمن الحقب المظلمة في تاريخه عريقه الذي وضعه ضمن القائمة الصغيرة للأكثر عراقة وجماهيرية في المنطقة العربية.

تعددت مسارات الحزن والألم في موسم الزمالك الحالي، الصدمة القارية عصفت بأحلام التتويج الغائب منذ 2002 من مرحلة المجموعات وبأداء فني هزيل.

لم يختلف الأمر كثيرًا على الصعيد المحلي بعدما فقد لقب النسخة السابقة من كأس مصر وانسحب من السوبر القاري فضلًا عن فقدان فرصة احتلال وصافة ترتيب الدوري الممتاز والمشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال أفريقيا.

الولاية الثالثة لمرتضى منصور

شهد عام 2014 الظهور الثالث لـ مرتضى منصور على مقعد رئيس الزمالك، محملًا بأعباء التطوير وطموح الجماهير في استعادة بريق النشاط الأهم واللعبة الجماهيرية الأولى.

قدم المجلس الجديد طفرة كروية بضم صفقات مميزة خلال فترتي الانتقالات وهو ما أسهم في تحقيق الثنائية المحلية بعد سنوات طويلة من الغياب.

توقع الكثير من عشاق القميص الأبيض استمرار الصحوة الكروية وكتابة عقد تتويجات يضاهي الفترات المتلاحقة في جزيرة المنافس “الأهلي”.

أزمات تعصف بالمشروع

أشعل مرتضى منصور النيران في جبهات مختلفة، داخل أسوار القلعة البيضاء وخارجها أدت في النهاية إلى نتائج كارثية أبرزها فراغ مقعد رئيس نادي الزمالك.

هؤلاء خارج القلعة

عاد مرتضى منصور إلى مقعد الرئيس خلال المرة الأخيرة بتناول قراراتاللجان التي سبقته حيث وجه له اتهامات صريحة بالفساد.

وقال مرتضى: «نادي الزمالك حصل 404 مليون جنيه ومفيش حاجه اتعملت للنادي.. عاوز أسأل فين الفلوس دي يا حسين يا سيد ويا حسين يا سمري؟، ومين فوضكم عشان تاخدوا القرارات دي؟، دي لجنة تيسير أعمال وأنت زيك زي المسكن».

وواصل مرتضى منصور: «جميع القرارات والعضويات اللي رجعوها إتشطبوا تاني معنديش بلطجي هيخش النادي، واللي مش عاجبه يشتكي للوزير، وجميع العاملين اللي تم فصلهم تعسفي هيرجعوا».

إلى ساحات المحاكم

دخل مرتضى منصور في أزمات وصراعات مع أسماء متعددة أبرزهم محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، واتحاد الكرة، وهشام حطب، رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية إلى جانب الخلافات الداخلية المتمثلة في ممدوح عباس، رئيس النادي الأسبق، وأحمد سليمان منافسه في الانتخابات الأخيرة.

وانتقد بحدة مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وكذلك أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة خلال التعقيب على الأحداث.

وتطرق مرتضى منصور إلى التلميح خلال ظهور تلفزيوني إلى وجود أجهزة وشخصيات داخل الدولة المصرية لا تريد استمرار الزمالك، كان اخرها قبل يومين حيث أدعى تعرضه للظلم، والتنكيل من مراكز قوى التي فعلت به كل ذلك، من إسقاط في الانتخابات وعزل من النادي ثم حبس دون سند أو قانون (حسب زعمه).

وأكد مرتضى منصور وجود مسؤول على علم بكل هذا من خلال مكالمة مسجلة على الهاتف المحمول المملوك له (دون أن يقدم الدليل الذي يؤكد ويؤيد حديثه).

ووضعت القضايا المرفوعة من خصوم مرتضى منصور، كرسى رئاسة الزمالك في حالة غموض خاصة بعدما حكم عليه بالحبس لمدة شهر لتطاوله على رئيس النادي الأهلي.

سلطة أبوية وغير مرئيات

اتهم مرتضى منصور منافسية باستخدام السحر لهزيمته والتفوق عليه خلال المباريات وهو ما أفقده الكثير من البطولات.

وطالت الاتهامات عدد من الأسماء في مقدمتهم سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالنادي، وممدوح عباس وطالب لاعبيه بالتحصن بالأذكار.

وفي القرارات الداخلية، تناول مرتضى منصور المظهر العام لأعضائه ووضع ضوابط لدخولهم.

وأكد المستشار أن أي من والدي الفتاة والتي سيتركها تلبس الملابس التي أسماها رئيس نادي الزمالك بالمحزقة سيكون مصيره التهزيق.

علاقات نسائية واتهامات المخدرات

أكد مرتضى في البداية أنه جاء لوقف عمليات بيع المخدرات داخل أسواء نادي الزمالك وإعادة الأمن للأعضاء.

فيما اتهم لاعبيه أحمد فتوح وعبد الله جمعة.بتعاطي المخدرات عقب مباراة الداخلية الشهيرة في الدوري المصري.

دول تحارب المستشار

تجاوز مرتضى منصور التشرق الداخلي وانطلق في الحديث عن صراعات مع قادة دول إقليمية وذلك خلال مداخلة تلفزيونية في 14 مارس 2018.

وأكد مرتضى أن هناك 5 دول تحاربه فضلًا عن أزمة كبيرة مع شخصية رفض الإفصاح عن هويتها لتفادي التصعيد.

وفي بداية سبتمبر 2022 وقبل مواجهة نهائي لوسيل قال: “«تلقيت تهديدات عديدة بالقتل كذلك نجليّ أحمد وأمير في حالة السفر إلى قطر وحضور مباراة الزمالك والهلال على كأس لوسيل».

وأكمل مرتضى: «مندهش من هذا الأمر وأراه غير ملائم تمامًا لكرة القدم، ولكن وطنيتي ودفاعي الدائم عن مصر هو السر وراء هذه التهديدات».

وأنهى تصريحاته: «أعلم جيدًا أني سأتعرض للقتل لو قمت بزيارة قطر خلال مباراة الزمالك والهلال».

خصام الشاشات

كان مرتضى منصور وجهًا مفضلًا للشاشات بمختلف طبيعة برامجها خاصة أنه يقود القطب الثاني في الكرة المصرية، ويشتبك مع القضايا السياسية والعامة إلى جانب تواجده في البرلمان خلال الدورة السابقة.

فقد مرتضى المساحات المتاحة له إعلاميًا بعدما هاجم بشراسة أبرز الإعلاميين وفي مقدمتهم عمرو أديب وأحمد موسى ولميس الحديدي وخيري رمضان، وتجديد الصراع القديم مع أحمد شوبير.

وتزامن الغياب عن الفضائيات العامة مع ظهور متكرر ومطول على قناة النادي الرسمي إلى جانب تفعيل الحسابات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

التغييرات الفنية

اتسمت فريق الكرة الأول خلال رئاسة مرتضى منصور بالتغييرات الفنية بما في ذلك موسم الثنائية “2014”.

الفترة من 2014 إلى 2015 شهدت ظهور حسام حسن ومحمد صلاح وجايمي باتشيكو وجوسفالدو فيريرا والبرازيلي ماركوس باكيتا على مقعد المدير الفني للفارس الأبيض.

قلصت السياسية الفنية فرصة تكوين فريق قادر على صناعة حقبة مميزة، وذلك لاختلاف الرؤي بين المدربين وإرهاق اللاعبين ذهنيًا بتعدد الجوانب الخططية.

الأزمات المالية

عانت خزينة وأرصدة الزمالك في البنوك من أزمات كبيرة ومتكررة خلال عهد مرتضى منصور بسبب العقوبات الموقعة والتخلف عن سداد رواتب اللاعبين إلى جانب أحكام صادرة بحق نجوم ساقين وأندية خارجية.

وكانت محكمة الأجور المستعجلة قد رفضت الاستشكال المقدم من مرتضى منصور على الحكم بالحجز على حساب النادي بأحد البنوك.

وتسبب الأزمة المالية في فقدان الزمالك أبرز نجومه مثل طارق حامد وإمام عاشور وفرجاني ساسي وأشرف بن شرقي ومصطفى محمد ومصطفى فتحي.

كما تقلصت حظوظ الفارس الأبيض في فترات الانتقالات السابقة وهو ما أسفر عن القوام الحالي والذي يتعرض لانتقادات فنية وجماهيرية كبيرة.

mohamed elhalees

محمد الهليس صحفي مصري يكتب في الشأن الرياضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى