الأخباربرا الملعب

“بعيدًا عن السخرية”.. هل يستلهم أحمد مرتضى درس صلاح “ابن الناظر”؟

في 2000، ناقش الكاتب أحمد عبدالله فكرة توريث السلطة بطريقة رشيقة وكوميدية من كاميرا المخرج شريف عرفة بوجوه مميزة يأتي في مقدمتهم علاء ولي الدين ومحمد سعد.

ربما لو تأخر فيلم الناظر 23 عاما لفقدنا نقاط جوهرية أهمها بطل الفيلم والذي رحل في فبراير 2003، واتهمنا الكاتب باقتباس جوانب القصة من داخل نادي الزمالك.

الكاتب أحمد عبد الله من مواليد 1965 بحي بين السرايات ويتشابه مع بطل قصتنا اليوم “أحمد مرتضى منصور” في المؤهل الدراسي “كلية الحقوق” وسبق له تقديم أعمال مميزة على شاشة السينما مثل غبي منه فيه ويانا يا خالتي وكبارية والفرح.

قصة أخرى: هل وجد مقلد الضوء أم أنها لعنة الكهرباء؟

إدارة نادي الزمالك قررت أمس الأربعاء ملء فراغ كرسي الرئاسة بإضافة اسم أحمد قبل مسمى المعزول مرتضى منصور، خطوة صنفت بأنها تقديرًا للأب في ظل وجود أعضاء أكبر سنًا وأكثر خبرة فضلًا عن أهمية دور أمين الصندوق إداريًا والذي يمتلكه خالد لطيف والبرلماني سليمان وهدان الذي تم تصعيده نائبًا بعد استقالة مصطفى هدهود في أبريل 2022.

التوريث بين المدرسة والقلعة

لحقت اتهامات التوريث بمرتضى منصور خاصة مع تقديم نجليه في الصفوف الأولى إداريًا، فالصغير أمير تولى زمام نشاط اللعبة الجماهيرية “كرة القدم” وامتلك الكلمة الأولى في مصير الأجهزة الفنية وتحديد أسماء الراحلين والصفقات الجديدة.

فيما ذهب نشاط الألعاب الجماعية وكرسى مجلس الإدارة إلى أحمد والذي ظهر بشكل أقل صدامية وأكثر اجتماعية من شقيقه.

أطلق معارضو مرتضى منصور مصطلح “العزبة” على الأوضاع داخل النادي خلال السنوات الأخيرة، وهو ما دفع المستشار إلى استخدام المصطلح في الرد خلال أكثر من مناسبة كان أبرزها في مايو الماضي عندما قال “صاحب العزبة قفل العزبة وخد ولاده، أحمد غير مسؤول عن الفرق الجماعية ولا أمير مسؤول عن فريق الكرة.. اتحملوا المسؤولية”.

إطلالة اخرى: ماذا لو كان عدلي القيعي زملكاويًا؟

ظهر الناظر متسلطًا ودائم المناوشة مع مديرة المدرسة المجاورة في وضع يشبه كثيرًا حال مرتضى منصور الذي يفضل الصدام مع أطراف النشاط ومعارضيه من الجمعية العمومية.

توهان

ظل صلاح تائهًا فاقدًا للهوية والشغف لا يجيد طريقًا بعيدًا عن رسم والده مهما حاول، ربما أرد عبد الله أن يلقي الضوء على حالة عاشها قطاع كبير من الشباب المصري.

وجد صلاح في نهاية توهانه إرث والده “المدرسة” حتى لو افتقد مهارات الإدارة كما انتهى المطاف بـ”أحمد” في مكتب والده المكان الذي لن يسئله عن تقديره الجامعي وذكائه الفطري في القانون مع توفير عدد لا بأس به من المساعدين.

مكتسبات السير على نهج الأب لم تنتهي عن المكتب المطل على نادي الزمالك بل امتد لغرفة مجلس الإدارة وبالتحديد على مقعد العضو في استنساخ لتجربة الوالد.

حصل مرتضى على الصفة النيابية للمرة الأولى عام 2000 عندما انتخب عضوًا في مجلس الشعب عن دائرة ميت غمر “مسقط رأسه”، كان حينها يقترب من إتمام عقده الخامس.

هذه المرة تفوق الابن بانتخابه في مجلس النواب وهو بين العقدين الثالث والرابع عن دائرة شديدة الصعوبة “الجيزة والعجوزة والدقي” متفوقًا على باحث مهم وسياسي مخضرم “عمرو الشوبكي” قبل أن يصدر حكم قضائي من محكمة النقض في يوليو 2016 ببطلان عضويته بسبب أخطاء في فرز الأصوات وأحقية الشوبكي بالمقعد.

أداء هزيل

لم يقدم أحمد مرتضى منصور أداءً برلمانيًا يخرجه من عباءة والده، وظل ظهوره الأبرز مدون بمقطع تداول بشكل واسع في نطاق السخرية والكومكس عندما وقف مخاطبًا رئيس مجلس النواب وقتها علي عبد العال بعد مشادة مع زميله خالد يوسف” أنا معايا حصانة.. أقول اللي عايزه في الوقت اللي أنا عايزه من غير ما حد يحاسبني، رئيس الجلسة بس اللي يسكتني.. ولو عايز يضربني يضربني”.

كرر أحمد محاولة الظهور في المجلس مجددًا خلال الانتخابات الأخيرة لكنه فشل بعدما حصل على 16 ألف صوت مقابل 125 ألف للفائز محمد أبو العينين ليزيد أحزان والده الذي عاد من ميت غمر هذه المرة خالي الوفاض لتخلو فيلا المستشار من لقب النائب.

أزمات الإدارة

تصدر أمير وعدد من الإعلاميين مشهد الدفاع عن والده خلال فترة عزله الأولى بسبب مخالفات مالية وإدارية رصدتها وزارة الشباب والرياضة وأحالتها إلى النيابة العامة.

لم يقدم أحمد نفسه بشكل جيد خلال الأزمة واكتفى بتصريحات داعمه لوالده من وقت لآخر دون خطوات على الأرض أو على الأقل حالت ضئلتها بينها وبين وسائل الإعلام.

شاهد: الاسكواش المصري والإنجليز .. تجنيس أم استرداد ودائع؟

الأمر لم يختلف كثيرًا مع العودة الجديدة للمستشار وتمثلت البصمة الأبرز في مكالمة مسجلة بين أحمد وأمير قبل الانتخابات الأخيرة أكدت تسريبات سابقة عن ميزان القوى وطبيعة الشخصية وهوية الاسم المسيطر.

عوامل تحدد مستقبل الدور الجديد

هذه المرة يجد أحمد مرتضى نفسه جالسًا على مقعد والده خطوة كان ينتظر أنها لن تكون قبل أن يقضي الله أمر كان مفعولًا أو مع مانع صحي يبعد المستشار، لم يتوقعها في 2023 أبدًا.

الاختبار الصعب يحتاج إلى فلسفة للنجاح هذه المرة نحاول اقتباس ملامحها من قلم كاتب الناظر، التقى صلاح في المدرسة بـ حسين إسماعيل “هشام سليم” ووفاء حسن “بسمة” وجوه حاول الوكيل ضاهي “حسن حسني” إخراجها من الصورة.

الرهان الأصعب والأول أمام الناظر كان القدرة على تمييز الوجوه وتصعيد أسماء جديدة تعيد للمدرسة شبابها، وتحجيم أصحاب النوايا السيئة، فهل يتمكن نجل مرتضى من طرح نجوم جديدة تعيد صياغة خطاب القلعة إعلاميًا على أقل تقدير؟ أم أنه لن يجد في الدائرة الحالية حسين ووفاء من الأساس؟

دروس أمير وصياعة اللمبي

مكالمة أمير مع أحمد التي تحدثنا عنها سابقًا توضح لنا طبيعة العلاقة بين الثنائي، فالأول يرى نفسه الرجل الذي يجيد فهم مجريات الأمور ويحسن الاختيار وبدون نصائحه لن يتمكن أحمد من مواجهة خطط المنافسين.

ظن صلاح أن اكتساب صياعة اللمبي يمكنها أن تجعله أقوى وأكثر نضوجًا في تحقيق أهدافه ولكن كل إدعاءات “الفهلوه” سقطت أمام تلميد ثانوني “وائل” والذي قام بدوره الفنان حاتم جميل.

لن يضر أحمد كثيرًا وجود شخصية تشبه عاطف بجواره، صحيح أنه لن يقدم نصيحة تفيد ولكنه لن يضر، يكفي أن يكون معيار للوفاء والاحتفاظ بصداقات الطفولة حتى وإن كانت غير مغرية كما أنه لن يغادره لحظة الخطر.

فهل يتحول حاضر الزمالك مع أحمد مرتضى منصور من موسم كارثي انتهى بصفر بطولات وإيقاف قيد إلى فترة ذهبية جديدة؟ كما تغيرت ملامح مدرسة عاشور مع صلاح.

mohamed elhalees

محمد الهليس صحفي مصري يكتب في الشأن الرياضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى