يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش “في الهدوء نعيم وفي الصمت حياة وما بين الاثنين تفاصيل لا أحد يدركها” ربما لو كانت العباراة السابقة مشهدًا في سيناريو سينمائي، لن نجد أفضل من صورة علاء مقلد في حضرة مرتضى منصور، للقيام به.
مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك الصادر في حقه حكم قضائي بالعزل، عقد مؤتمرًا صحفيًا مساء الجمعة، وكعادة مقلد جلس على يسار المستشار، ولكن هذه المرة بدى شيئًا مختلف من عيون الشرطي السابق.
إطلالة ستعجيك: “بكاء وملايين” .. 3 مشاهد متشابهة بين إمام عاشور والسعيد
صحيح ان الصمت سمة مقلد السائدة خلال أحاديث منصور السابقة، ولكن ذلك لم يمنعه من التفاعل الحركي بالعينيين واليدين إلى جانب الضحك الإجباري على “إفيهات” المستشار والتصديق على حكاياته بـ”هز الرقبة”.
ظهر مقلد وكأنه خارج حدود المكان لم يتفاعل مع ما يقال ولم تُظهر ملامحه الإندهاش من غرائب رئيس القلعة البيضاء ولم يصفق عند الحديث على الإنجازات.
هل ظن مقلد أن الكهرباء لم تعود منذ انقطاع الأمس؟ أم أدرك أن الضوء الحقيقي غائب عن القلعة منذ سنوات؟
من هو علاء مقلد
علاء مقلد لواء شرطة سابق وأحد أبرز أعضاء الجمعية العمومية لنادي الزمالك تدرج في شغل الوظائف القيادية للقلعة من بينها المدير التنفيذي وانتهى به الأمر عضوًا بمجلس إدارة مرتضى منصور، يقترب مقلد من عقده السابع وهو من مواليد العاصمة المصرية.
مشهد يكشف العشق
سرد اللواء السابق خلال ظهور إذاعي تأثير الزمالك على شخصيته حتى ولو كان “بالبدلة الميري”: “كنت أعمل كمفتش مباحث القاهرة، وتواجدت في الاستاد في إحدى مباريات الزمالك، وكان الفريق متأخرا بهدف وقبل النهاية بخمس دقائق، حصل الزمالك على ركلة ركنية، ولم يتواجد إلا كرة واحدة، فجريت على الكرة وألقيتها في الكورنر ليلعب الزمالك الكرة بسرعة”.
وواصل حديثه قائلا :” شاهدني وقتها المرحوم عباس العاصي، وكان مديري في العمل، واستدعاني في المكتب، وعنفني بشدة على هذا الأمر لأنني مفتش مباحث القاهرة وما كان يلزم أن أفعل هذا الامر، ولكن حجتي كانت حبي لنادي الزمالك”.
فيديو يثير الجدل
ظهر علاء مقلد عندما كان مديرًا تنفيذيًا للزمالك على قناة الحياة ببرنامج الملاعب اليوم للحديث عن أهمية بحث الأبيض عن لقب كأس مصر.
وطالب وقتها مقلد من الأهلي الانسحاب من البطولة وترك الكأس للفارس، لأن الأحمر يحقق بطولات كثيرة.
مرتضى .. علاقة الصمت والثقة
يثق مرتضى منصور في علاء مقلد كثيرًا وربما يعتبره خزينة أسراره فالرجل لم يذع كلمة للمستشار، ولكن ربما لأنه لم يسمعها جيدًا بالأساس.
يرى مقلد أن منصور هو أكثر رؤساء الزمالك اللذين سمحو له بالعمل واستفاد من خبراته الإدارية المتنوعة في المجال الرياضي.
أين ذهب ذهن مقلد في مؤتمر مرتضى
أين اختفى ذهن مقلد في مؤتمر مرتضى؟ هل الأمر لا يتجاوز ملل من جلسات صامتة أم تأثرًا بالانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
ربما خرج ذهن مقلد للمرة الأولى في حضرة المستشار للبحث عن الزمالك الذي صدر بحقه قرار إيقاف ومنع القيد مرتين خلال ساعات قليلية ومن أعلى جهة كروية عالمية.
أم تذكر الوضع القانوني الغامض للمجلس وحجم الديون الكاسية لجدران القلعة، وآمال الجماهير الحزينة في ميركاتو يعيد هيبة الفارس.
هل تأثر مقلد بحديث مرتضى عن نتائج الفرق الرياضية ووضع كرة القدم، أم به شيئا من الحزن على فرار إمام عاشور من جنة المستشار؟
عاد التيار الكهربائي لمؤتمر مرتضى ولم تظهر شمس الزمالك.
