إبراهيم نظمي يكتب: المصري والمحلة.. مفارقة الرابطة تكشف حال الأندية الشعبية
عندما تم تعديل نظام كأس الرابطة المصرية في نسختها الثانية، وإقامتها بدور خروج المغلوب، توسمت الأندية الشعبية خيرًا ووجدتها فرصة مثالية لمصالحة الجماهير ومعانقة الذهب من جديد.
فـ بعد سقوط غزل المحلة في نهائي نسخة العام الماضي بخماسية أمام فيوتشر، كان الجميع يمني النفس في أن يتمكن المصري البورسعيدي في قص شريط عودة الأندية الشعبية من جديد على منصات التتويج أمام سيراميكا كليوباترا.
وهو الهدف الذي تكاتف له الجميع، بدأت بتسابق مسئولي وجماهير الأندية الشعبية على تقديم الدعم لنسر بورسعيد، مرورًا بترحال تاريخي لمشجعي الخضر لمدينة الأسكندرية، إلا أن المصري أعاد تكرار سيناريو المحلة في نهائي العام الماضي، وسقط بأربعة أهداف مقابل هدف أما كتيبة المدرب الموهوب أيمن الرمادي.
خسارة قاسية وعودة صعبة
نتيجة كبيرة ومذلة على الرغم من أن كل التوقعات والبوادر كانت تصب في مصلحة فريق المدينة الباسلة الذي خاض المباراة أمام ألالاف من مشجعيه المتعطشون للقلب الأول منذ عقود.
إطلالة أخرى: هل وجد مقلد الضوء أم أنها لعنة الكهرباء؟
وكأن رابطة الأندية التي كانت أحد أهدافها المُعلنة الحفاظ على الأندية الجماهيرية من الإندثار، وتحقيق التوازن بينها وبين اندية الشركات والمؤسسات، جاءت لتظهر اقتراب غروب شمس الفرق الشعبية من الدوري المصري.
المحلة والمصري ومعهما الإسماعيلي والقائمة تطول بالأندية التي كانت سنوات القرن الماضي شاهدة على أمجادها، في طريقها الأن إلى الاختفاء والاندثار نتيجة مشاكل إدارية ومادية.
وداع مؤثر ومغادرة مقاعد الكبار
فبعد نهاية الموسم الحالي من الدوري المصري خسر صعيد مصر ممثله الوحيد في أخر 5 نسخ، حيث هبط نادي أسوان العريق الذي تأسس عام 1930، ولُقب بنادي «الباشوات»، إلى المظاليم، بعد موسم شهدت جولاته مناشدات من رئيسه الشافعي صالح، بأن زهرة الجنوب لا يقدر على السفر لخوض المباريات خارج المدينة الجنوبية بسبب عدم توافر سيولة مالية.
أسوان لم يكن النادي الجماهيري الوحيد الذي سقط للمظاليم، فزعيم الفلاحين وممثل الدلتا ومحافظة الغربية في الدوري المصري، نادي غزل المحلة التي كانت سنوات القرن الماضي شاهدة على صولاته وجولاته المحلية والأفريقية، وهو الذي فاز بلقب الدوري موسم 1972-1973، بالإضافة لكأس الاتحاد المصري 1994، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 1975، إلا ان التاريخ لم يشفع لـ «الحيتان» وهبط الفريق الذي تأسس عام 1936 للدرجة الثانية.
ناهيك عن الإسماعيلي أول بطل مصري في البطولات الأفريقية وصاحب الشعبية الثالثة بعد الأهلي والزمالك، والذي نجا في الأمتار الأخيرة من مصير المحلة وأسوان، وذلك بسبب قبوعه تحت تأثير المشاكل الإدارية والأزمات المادية منذ عده مواسم.
في الوقت الذي تشهد فيه أندية الشركات والمؤسسات والمستثمرين استقرارًا ماديًا وإداريًا، ساعدها على تفريغ الأندية الشعبية من نجومها.
بدأت معاناة الأندية الشعبية مع صدور قرار منع الجماهير من حضور المباريات بعد كارثتي بورسعيد والدفاع الجوي، مما حرم تلك الأندية من دعم مشجعيها عن طريق شراء التذاكر بالإضافة لحقوق البث التليفزيوني.
كيف سنعود؟
في الفترة الماضية تعالت أصوات العديد من المقترحات التي لم نسمع عنها من قبل، بدأت باقتراح مهيب عبد الهادي عبر برنامجه على إحدى القنوات الفضائية بطرح أسهم الأندية الشعبية المملوكة للحكومة للبيع وعلى رأسها النادي الأهلي.
مرورًا بالأنباء التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة عن اقتراب الملياردير الإماراتي خلف الحبتور في الاستحواذ على نادي الزمالك، الأمر الذي جعل الكثير من متابعي كرة القدم في مصر الربط بين ما يحدث في القلعة البيضاء من مشاكل وأزمات بأخبار بيعه للمستثمرين.
فهل ستعود الأندية الشعبية (بعيدًا عن الأهلي والزمالك) إلى الواجهة من جديد وتعانق الذهب أم يستمر الغياب والبكاء؟