ماذا لو كان عدلي القيعي زملكاويًا؟
عدلي القيعي هو أكثر رجال الأهلي تنوعًا في الأدوار الإدارية خلال نصف قرن، انتقل من الأنشطة الرياضية إلى “غرفة المجلس” والتسويق والصحافة والإعلام.
حجز “مهندس الصفقات” مقعده بين رجال كرسي رئاسة الأهلي رغم الفوارق الفكرية بينهم، لم تبعده الثورة ولم يتورط في سجال “مرسى شفيق” وتفادى سكين “طاهر” الذي نال رجال “حمدي – الخطيب”.
خلال 60 عاما هي حصيلة رحلته داخل القلعة الحمراء، ظل وجهه عملة الصراع بين ناديه مع الغريم القليدي الزمالك.
تمنحنا حكاية القيعي مؤشر عن مزايا أهلاوية كانت ستكون في مرمى التهديد وسلبيات بيضاء كان يمكن تداركها.
بداية القصة .. ابن مزارع الغربية
عرف الطفل محمد عدلي محمود رياض القيعي الحياة من محافظة الغربية، الزراعة كانت مهنة والده، تفتحت عينيه على الحياة الريفية بتقالديها الضاربة في جذور أبناءها، ما يعجز عنه القانون وأصحاب الزي “الميري” يفرضه العمدة وكبير العائلة بكلمة واحدة.
إطلالة في القلعة: هل وجد مقلد الضوء أم أنها لعنة الكهرباء؟
قبل المرحلة الجامعية، كان عقل الشاب على موعد مع نقلة فكرية نوعية بالانتقال للإقامة مع جده لأمه أحد رجال وزارة المعارف وضمن دائرة الأدباء ليمنح حفيدة البصمة الثقافية.
احتك محمد عدلي بمحيط جده الثقافي وتأثر به خلال مرحلة دراسته في كلية الزراعة، أخذته كتب محمد لطفي المنفلوطي إلى طريق “المكتبات” وفضل القراءة عن الشخصيات التاريخية.
25 جنيه تضعه في الأهلي
عمل بعد تخرجه في القطاع العام بالصوامع والتخزين براتب شهري 17 جنيهًا واشترك في عضوية النادي الأهلي بـ 25 جنيهًا.
يُرجع القيعي حسه الإداري إلى فترته الجامعية وشغفه بتنظيم بطولات للفنانين خلال عطلته الصيفية في مدينة الإسكندرية.
نهار الأهلي
عرفت الجمعية العمومية للنادي الأهلي، القيعي بصورة واضحة مع توليه إدارة قطاع تنس الطاولة خلال الفترة من 1965 وحتى 1976 وهو “العقد” الذي استغله الرجل في مد علاقات اجتماعية مع كبار “العمومية” فضلًا عن عناصر النشاط الرياضي.
الإفلاس بسبب الصحافة ثم مجلة الأهلي
خاض القيعي تجربة صحفية خاصة بتأسيس مجلة الأبطال الشهرية عام 1971 مكونة من 52 صفحة ولكنها فشلت في الاستمرار لعوامل مادية حتى أنه اضطر لبيع سيارته.
منح “الإفلاس” القيعي دورًا جديدًا ومؤثرًا في القلعة الحمراء عندما قرر الراحل صالح سليم الرئيس الأسبق، تأسيس مجلة في عام 1973.
انطلاقة في الجزيرة
انطلق عدلي القيعي في جوانب الجزيرة على مدى نصف قرن دون توقف، أصبح عضوًا بمجلس الإدارة 1975 إلى 1980.
وانتقل للإشراف العام على النشاط الرياضى فى الفترة بين 1985 إلى 1987، ثم مديرًا للنادي فى الفترة بين 1993 إلى 1998 مع تولي مهمة المتحدث الرسمي.
السجائر وإدارة التسويق
خطى الأهلي رحلته التسويقية الأولى بأقدام القيعي عندما اتفق مع إحدى شركات السجائر لرعاية مباريات المارد الأحمر خلال حقبة السبعينيات.
ظلت إدارة التسويق تحت إدارة القيعي خلال معظم فتراتها وأصبح العقل المفضل لإدارات الأهلي المتلاحقة.
أعظم رحلات الصيد
اتفق وشارك في أكثر من ضم 100 صفقة إلى النادي الأهلي خلال رحلته التي امتدت لنحو 60 عامًا.
كان القيعي العمود الأهم في تكوين عدة أجيال للفريق الأول كان أبرزها رجال مانوية جوزية وهي الحقبة التي شهدت بلوغ كأس العالم للأندية وحصد البرونزية بعدما فرض النسر سيطرته على الأجواء المحلية والقارية.
وجهت جماهير الأندية المنافسة للأهلي، اتهامات للقيعي بتفريغ الفرق مع نجومها وهو مارد عليه خلال ظهور تلفزيوني قائلًا: “كلام فارغ، احنا مش بنجيب لاعب غصب عنه”.
واستمر خلال مداخلة مع برنامج على مسئوليتي بقناة صدى البلد: “كان فيه لعيبة لو كنت عاوز أخدهم ببلاش كنت أخدتهم؛ وخدت عبد الله السعيد بالشكل ده”.
تنوعت صفقات القيعي من الفترة الزمنية وطريقة تخليص اللاعب ومن أبرزهم طاهر الشيخ ومجدي طلبة ورضا عبد العال وأحمد فيليكس ومحمد شوقي وإسلام الشاطر والأنجولي أمادو فلافيو والصقر أحمد حسن.
والظهير الأيمن أحمد فتحي واليساري محمد عمارة ومحمد أبو تريكة وعماد النحاس ومحمد بركات وشريف عبدالفضيل إلى جانب محمد ناجي جدو وعبد الله السعيد ووليد سليمان.
الصفقات الأفضل في الأهلي
أكد القيعي أن أعظم الصفقات التي عقدها هي التي التزمت بتقاليد الأهلي وهم أبوتريكة وبركات وجيلبرتو ومواطنه فلافيو ووائل جمعة وأحمد حسن.
وعن أصعبهم يقول: ” الثنائي أحمد حسن وبركات من أصعب الصفقات اللي أبرمتها للنادي الأهلي، الصقر قعدت 12 سنة بجري وراه يروح تركيا أروح وراه واتعرفت عليه وعرفت عيد ميلاده وبقيت أكلمه وبقينا أصحاب فقاللى لو رجعت مصر مش هرجع إلا للأهلي وهو في مغاغة كنت عايز أجيبه للنادي”.
وأضاف: “بالنسبة لمحمد بركات فمنذ أن كان ناشئًا في السكة الحديد شوفته ورشحته وقلت أنه سيصبح أفضل لاعب في مصر، ولسبب إصابته وابتعاده عن الملاعب غاب وظهر فجأة في الإسماعيلي بعدها انتقل للسعودية فاتصلت به فأخبرني بأنه ذاهب لقطر، فتواصلت معه ووقتها ملقاش نفسه وقرأنا الفاتحة وجيبته من قطر وكل الناس بتقول عيان وهيبطل، وأعطي للنادي ومنتخب مصر أفضل 7 سنوات في تاريخه”.
سياسة الكباري .. الاتهام المتجدد
يرى عدد من النقاد والجماهير أن القيعي هو من وضع سياسة الكوبري في تعاقدات الأهلي وهي الطريقة التي منحته أفضل نجوم المنافسين خاصة الإسماعيلي.
الكوبري هو إيجاد وسيط خارجي يحصل على خدمات اللاعب فترة قصيرة ثم يمنحه للأهلي لتجنب الدخول في أزمات جماهيرية أو مبالغات مالية.
تجدد الاتهام بعدما أعلن الأهلي حصوله على خدمات إمام عاشور في الانتقالات الصيفية الجارية من ميتلاند الدنماركي لمدة 5 سنوات.
اعتزال ورئاسة شركة الكرة
في عام 2021 أعلن القيعي اعتزاله العمل الإداري مع اقترابه من سن الـ 80، والاكتفاء بالإطلالة التلفزيونية عبر برنامج ملك وكتابة رفقة إبراهيم المنيسي.
ولكن ما اضطر محمود الخطيب إلى تكليفه برئاسة شركة كرة القدم بعد رحيل رجل الأعمال وعضو مجلس الإدارة الأسبق ياسين منصور.
الآن نتخيل لو أن القطاع الزراعي أخذ القيعي من دنيا القدم، هل ستنتهي ال١٠٠ صفقة بالقميص الأحمر؟ مصير المجلة الشهيرة؟ إدارة التسويق وشركة السجائر؟
ربما لو كان القيعي زملكاويا لرأينا جيل الإسماعيلي الذهبي يصنع حقبة ذهبية الزمالك؟ أو فطنت إدار. الأبيض لأهمية التسويق؟