الأخباربرا الملعب

علاء عبدالعال .. خطة اقتحام “بيت الرعب”

غرفه مظلمة لا أحد يعلم كيف تدار الأمور بداخلها، استحوذ على مفاتيحها أشباح نطلق عليهم “وكلاء لاعبين” يمنحون أسماء محددة إذن الدخول.

اتسم مقعد المدير الفني في الكرة المصرية منذ بداية القرن الحالي بالغموض وانحصر بين أسماء معدودة تداولت مهمة الفرق دون معايير واضحة للاختيارات.

استثناءات قليلة عبرت النفق المظلم وتجاوزت الأسماء المخضرمة، وخاضت تجارب محفوفة بالمخاطر، بعضها نجح، وأغلبهم عاد إلى نقطة البداية.

فرض علاء عبد العال نفسه على الساحة التدريبية المصرية رغم عدم وجود ظهير جماهيري أو دعم إعلامي إلى جانب اتسام الأندية التي تولى إدارتها بضعف الموارد والإمكانيات.

في الوقت الحالي، يستعد عبد العال لخوض تجربة جديدة رفقة الفريق الساحلي الصاعد حديثًا إلى الدوري الممتاز “الجونة” وذلك بعد نجاح مهمته شبه المستحيلة بإبقاء الداخلية ضمن الكبار على حساب أسوان وغزل المحلة.

البداية .. حلم مسجون في كلية الشرطة

أحب علاء عبد العال كرة القدم منذ صغره واختار الأهلي ليكون ناديه المفضل وتواجد ضمن فرق قطاع الناشئين بعد نجاحه في الاختبارات.

جاء موعد مغادرة الناشيء لبوابات “الجزيرة” مع إعلان نتيجة الثانوية العامة وتقدمه لاختبارات كلية الشرطة والتي اجتازها بنجاح، فشل عبد العال في الجمع بين الاثنين نظرًا لتقاليد الدراسة الشرطية ليقرر تعليق حلمه مقدمًا.

بين الساحرة والبدلة الميرى

تدرج عبد العال في رتبه العسكرية مع محاولة البحث عن استعادة الحلم المفقود، خاض عدة تجارب صغيرة كلاعب في مركز “الليبرو” كان أبرزها موسم وحيد رفقة الترسانة في الدوري الممتاز .

يمكننا اختصار مسيرته في الملاعب بأنها “رحلة مفقودة رقميًا وغير مؤثرة فنيًا أو تهديفيًا وقصيرة من حيث مدتها”.

الشرطة تٌفرج عن الحلم

ولُد حلم عبد العال في التدريب من نفس المكان الذي انتهى فيه شغف النجومية، وتحسس مقعد المدير الفني بشكل هاو عندما قاد فريق كلية الشرطة في مسابقات غير رسمية وبطولات ودية شرفية لتحقيق نتائج جيدة.

لاقت خطوة عبد العال تشجيع من اللواء عصام دسوقي مدير أكاديمية الشرطة، وهو ما دفع المدرب الجديد للبحث عن طريق الدورات التدريبية والدراسات الخططية.

صناعة الحلم بأقدام الناشئين

عٌرف علاء عبد العال كواحد من أفضل مدربي قطاعات الناشئين والمراحل السنية بعدما قدم طفرة فنية وبدنية لعدد من الفرق.

وقاد فريق اتحاد الشرطة الناشط في الدرجة الثالثة تحت 17 سنه “مواليد 1986 وقتها” لتحقيق بطولة الجمهورية على حساب فريقي الأهلي والزمالك.

دفعت النتائج اللواء صريح فودة رئيس نادي اتحاد الشرطة وقتها، إلى المراهنة على قدراته وشغفه وتكليفه بمهمة قيادة الفريق الأول في القسم الثالث.

من المظاليم إلى الأضواء غير مكتملة

قاد علاء عبد العال فريق اتحاد الشرطة من القسم الثالث إلى الدرجة الثانية ثم الدوري الممتاز بميزانية محدودة وفريق يعتمد على عدد من نجوم قطاع الناشئين.

وقررت إدارة النادي توجيه الشكر إلى علاء بعد إنجاز الصعود والبحث عن تجربة تتسم بالخبرة تحت قيادة المدير الفني طلعت يوسف.

الداخلية

لم يكن غريب أن يلجأ شقيق اتحاد الشرطة “الداخلية” إلى علاء عبد العال لتكرار نفس الإنجاز وهو ما تم بعد موسمين فقط من ولاية المدرب.

التاريخ يٌكتب دون ضوضاء

قدم علاء عبد العال نفسه خططيًا بأفضل صورة ممكنة مع فريق الداخلية، فالفريق الذي بالكاد تجد داخله لاعبًا تعرفه، يمكنه التفوق على الأهلي ذهابًا وإيابًا.

لاقت طريقة عبد العال انتقادات فنية وجماهيرية واسعة بسبب الاعتماد الزائد على النواحي الدفاعي والتراجع في المناطق الخططية مع الاعتماد هجوميًا على الكرات المرتدة السريعة والضربات الثابتة.

قد تتفق أو تختلف مع طريقة لعب المدرب ولكن في النهاية النتائج هي من تشير إلى الحقيقة خاصة إن كانت “القماشة” فقيرة للغاية.

استمر الداخلية في الدوري الممتاز لـ 7 مواسم مع علاء عبد العال، ورحل المدرب لقيادة إنبي أبريل 2016 تاركًا خلفه 121 مواجهة، حقق الانتصار في 36 مباراة وتعادل في 43 وتلقى 42 هزيمة وشارك معه 88 لاعبًا.

إنبي والشرقية .. تجارب غير مكتملة

لم يجد عبد العال نفسه مع إنبي رغم تشابه الأمور الإدارية مع الداخلية وعدم وجود ضغط جماهيري وتوقف الرحلة بعد 21 لقاء فاز في 9 وتعادل في 4 وخسر 8 مرات.

أما تجربة الشرقية فكانت أكثر سوءًا، الوقت لم يسعفه لانتشال الفريق من أزماته ليرحل بعد 6 مباريات تعادل مرة وفاز مرة وخسر 4.

البحث عن البريق مجددًا

يجيد عبد العال اكتساب البريق كلما خفت نجمه، فالخلطة داخل نادي الداخلية مضمون نجاحه ولا تحتاج وقتًا كبيرًا للتحضير وهو ما دفعه للعودة في منتصف أبريل 2017.

الولاية الثانية استمرت 763 يومًا لعب خلالهم 80 مواجهة حقق الفوز في 10 وتعادل في 30 وخسر 33 مباراة وأشرك 80 لاعبًا.

المحطة الأقل حضورًا .. مباراة واحدة

انتقل في منتصف نوفمبر 2019 لقيادة بتروجيت في تجربة هي الأقصر خلال مسيرته التدريبية، لم تتجاوز 40 يومًا خاض خلالها لقاء واحد وخسره.

من أسوان إلى القناة

اتجه عبد العال إلى أقصى الجنوب لقيادة أحلام جماهير أسوان في صناعة حقبة أضواء وعدم تكرار السقوط السريع إلى معاناة المظاليم.

امتدت الرحلة لـ 22 لقاء حقق الفوز في 7 مباريات وتعادل في 5 وتلقى 10 خسائر، لتفضل الإدارة البحث عن مدرب جديد.

اشتاق عبد العال لأيام القسم الثاني وهو ما دفعه لقيادة القناة وتجديد شغف البحث عن الممتازلكن عرض أسترن كومباني أوقف التجربة بعد 76 يومًا فقط.

إيسترن كومباني

قبل عبد العال مهمة قيادة إيسترن كومباني رغم توضيح الإدارة خططها التسويقية بالتأكيد على عدم عقد صفقات كبيرة وترشيد الإنفاق بأكبر صورة ممكنة.

بحث المدرب عن استنساخ تجربة الداخلية ولكن دون جدوى، فبرغم تقديم أداء جيد ونتائج غير متوقعة مثل تحقيق الفوز على الزمالك، إلا أن الفريق هبط إلى الدرجة الثانية.

أرقام عبد العال مع إيسترن كومباني تمثلت في 33 لقاء حقق الفوز في 8 وتعادل في 12 وتلقى 13 هزيمة وذلك خلال 269 يومًا.

الجيش لا يشبه الداخلية

اعتمدت إدارة طلائع الجيش على علاء عبد العال في تجربة جديدة وذلك مع موسم 22-23 لكن المهمة لم تدوم أكثر من 3 مباريات(فوز وتعادل وهزيمة).

البريق مجددًا

من غيره يعيد إليه التوهج؟ بالفعل أنه الداخلية الذي استقبل علاء عبد العال في مهمة وصُفت بالمستحيلة، الإمكانيات الفنية والفوارق الفنية تؤكد مرافقة الداخلية وحرس الحدود إلى الدرجة الثانية مع صراع على البطاقة الثالثة بين المحلة واسوان وطلائع والجيش والبنك الأهلي وسيراميكا كليوباترا.

احتاج علاء عبد العال 180 يومًا لصناعة المستحيل وأبقى الداخلية في الممتاز بطريقة درامية ومارثوانية ستظل عالقة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة المحلية.

إلى ساحل البحر الأحمر

يستعد علاء عبد العال لقيادة الجونة في الدوري الممتاز ليخطف مقعدًا كان مرشح له أبرز أسماء التدريب المعتادة، كما هي عادته.

فهل يجد علاء عبد العال النجاح في الغردقة أم سيعود لخطف بريق جديد من الداخلية؟

mohamed elhalees

محمد الهليس صحفي مصري يكتب في الشأن الرياضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى