الأخبارالكرة العربية

فلسطين ضد كوريا الجنوبية.. الفدائي يتسلح بالعزيمة في تصفيات كأس العالم

يتطلع منتخب فلسطين لكرة القدم للتأهل لكأس العالم 2026 وذلك من خلال استعداده لخوض التصفيات النهائية على مستوى القارة الآسيوية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية.

ويحاول المنتخب الفلسطيني الملقب بـ”الفدائي” والذي يضم 26 لاعبا من بينهم لاعب واحد فقط من قطاع غزة وهو محترف في الهند تسجيل حضور “مميز” في التصفيات النهائية والتي يخوضها لأول مرة في تاريخه على مستوى آسيا وذلك من خلال تسديد أهداف في شباك كل من منتخبي كوريا الجنوبية والأردن في الأيام المقبلة.

ويقول التونسي مكرم دبوب، المدير الفني للمنتخب الفلسطيني: “للأسف لم يتمكن أي لاعب من قطاع غزة من الانضمام للمنتخب الفلسطيني وذلك بسبب استشهاد عدد منهم فيما لم يتمكن آخرون من مغادرة القطاع الذي يعاني من ويلات حرب واسعة النطاق منذ أكثر من 11 شهرا على التوالي”.

العدوان على غزة

ويشن جيش الاحتلال حربا واسعة النطاق على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ولا تبدو الأوضاع أفضل حالا في أراضي الضفة الغربية.

يقول دبوب: “لم يكن الاستعداد لمثل هذه المواجهات سهلا خاصة وأن غالبية اللاعبين لم يخوضوا غمار المباريات الودية في الأندية الخاصة بهم في الأراضي الفلسطينية بسبب توقف الدوري المحلي”.

ويضيف: “ندرك جيدا بأنه ليس من السهل على المنتخب خوض غمار التصفيات خاصة في ظل تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في بلادهم ولكننا مصرون على تثبيت أولى خطواتنا للسير نحو المشاركة في كأس العالم على إنها ستكون انتصارا للقضية الفلسطينية ورفع العلم الفلسطيني في المحافل الدولية”.

وفي محاولة لشحن طاقات الفريق وتأهيله للمنافسات المقبلة، يشرح دبوب: “نحن لجأنا إلى المعسكرات المغلقة لتأهيل اللاعبين جسديا ونفسيا ليكونوا قادرين على المشاركة في التصفيات والحفاظ على أدائهم المعتاد وتطوير مهاراتهم في الملاعب”.

وتابع: “في الحقيقة نحن نعتمد على اللاعبين المحترفين المتاحين لتحقيق أفضل النتائج لنا في هذه التصفيات”.

فلسطين ضد كوريا الجنوبية

وهذه المرة الأولى في تاريخه التي يحل فيها المنتخب الفلسطيني ضيفا على كوريا الجنوبية حيث من المقرر أن يلتقي منتخبها اليوم الخميس في الجولة الأولى من لقاءات المجموعة الثانية بالدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، الذي سيعقد في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا.

وأمضى المنتخب الفلسطيني عدة أيام في كوالالمبور استعدادا لمواجهة كوريا الجنوبية، وسيعود إلى العاصمة الماليزية من جديد لخوض مباراة الثلاثاء المقبل ضد الأردن ضمن الجولة الثانية “حيث نتطلع لإحراز نقطة إيجابية في هذه المباراة أيضا” على حد قول دبوب.

ورغم الروح الإيجابية التي يبثها المدرب التونسي بشأن منتخب “الفدائي”، فإن الصعوبات والتحديات للفريق قبيل التوصل إلى التشكيل النهائي الذي سيمثل فلسطين تضاعفت بسبب الأوضاع الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية.

وتقول ديما يوسف، الناطقة الإعلامية باسم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم: “لم يكن من السهل علينا تجميع فريق الفدائي خاصة وأن بعض اللاعبين من القدس والذين يخشون على ذويهم من المشاركة بسبب ملاحقة أجهزة الاحتلال، فيما يعيش عدد آخر في بلدان خارجية في المهجر حيث ان بعضهم لديه ارتباطات مهنية واجتماعية لذلك استغرقنا وقتا طويلا قبيل تحقيق هدفنا”.

وتضيف يوسف: “هذه الأوضاع غير المستقرة، قد تؤثر سلبا على الأوضاع النفسية للاعبين لا سيما أولئك الذين لديهم عائلات او أقارب او جيران في قطاع غزة والذين يعيشون أوضاعا مأساوية لا يمكن تصورها أبدا”.

النشاط الرياضي في الأراضي الفلسطينية

وما يزيد الأمر سوءا، تشرح يوسف بأن “تعليق النشاط الرياضي في الأراضي الفلسطينية أوجد عدة مشاكل تتعلق بالمهارات واللياقة البدنية والجسدية وعدم الجاهزية بشكل كبير، بالإضافة إلى مشاكل فنية وتكتيكية”.

ومع ذلك، تتابع يوسف: “نراهن على لاعبينا ومهاراتهم الفردية ومواهبهم وأنهم سيكونوا قادرين على استحضار عزيمتهم وإصرارهم على تحقيق الاهداف المرجوة من أجل رفع علم فلسطين في المحافل الدولية وكذلك الإثبات للعالم بأن اللاعب الفلسطيني قادر على تحدي كافة ظروفه الصعبة وأن يكون متواجدا في كل مكان على الرغم من كل محاولات الاحتلال لإقصاء الفلسطينيين”.

وسيواجه الفريق الفلسطيني فريقا عنيدا وصلبا في أول مباراة له في التصفيات تلقى تدريبا واسعا ومؤهلا.

وتقول يوسف لا شك أن “المباراة الأولى أمام منتخب كوريا ستكون صعبة للغاية خاصة أن فريقنا سيلعب على أرضه وبين جماهيره، كما أنه يعتبر من بين أفضل المنتخبات في القارة الآسيوية ويمتلك لاعبين على مستوى عال ويلعبون في أهم الأندية العالمية”.

ويجدر الإشارة إلى أن “الفدائي” حمل نتائج سلبية في مشواره التاريخي في لقاءاته السابقة أمام منتخبات شرق آسيا في ملاعبها، حيث واجه منتخبات الصين، وفيتنام، واندونيسيا، في ثمانية لقاءات رسمية وودية، كانت حصيلته فيها انتصارا وحيدا، وثلاثة تعادلات، وخمس هزائم.

بحسب يوسف: “قد تكون الأوضاع التي نمر بها صعبة ولكن في المقابل نؤمن أننا سنبذل كل جهدنا لتحقيق نتائج قوية ولن نلين ولن نستكين أمام كل هذه العوائق”.

وشددت: “سيسعى المنتخب الفلسطيني لتحقيق نتيجة إيجابية، خاصة أن مشوار هذا الدور من التصفيات طويل وبالتالي ستكون كل مباراة ونقطة مهمة في غاية الأهمية بالنسبة للمنتخب الفلسطيني.

ويقول دبوب: “سنعمل على خطة توازن ما بين الهجوم والدفاع وهو ما سيمكننا من الحفاظ على شباكنا نظيفة قدر الإمكان وكذلك اقتناص فرص لتسجيل الأهداف في لقائي كوريا الجنوبية والأردن”.

يذكر أن المجموعة تضم أيضا منتخبات الكويت والعراق وعمان بخلاف الأردن وكوريا الجنوبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى