تحالف بيراميدز والزمالك ضد الأهلي

لم يكن مشهد سب هاني شكري عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، لجماهير الأهلي لينتزع رضا وابتسامات ممدوح عيد، المدير التنفيذي لنادي بيراميدز، سوى صورة نموذجية لما يجري على الساحة الرياضية طوال السنوات الأخيرة، إذ أن الزمالك يحاول قدر استطاعته ترضية بيراميدز على حساب نفسه، نكاية في الأهلي، مع أن ذلك ليس في صالح الزمالك على المدى البعيد.
الزمالك حوّل تحالفه الرياضى والإداري من الإسماعيلي الذي يشارف على الضياع إلى نادي جديد مدعوم بأموال خليجية، ضد الأهلي الذي يهيمن على كل شيء في الرياضة المصرية، تحالف يبدو منطقيا، إذ أن الضعفاء يجب أن يحتشدوا ضد القوى المسيطر، لكن الأمر في تفاصيله لا يبدو كذلك، المثير للتأمل أن الزمالك، بكل تاريخه وجماهيره، ارتضى أن يتذيل بيراميدز في الكثير من الأحداث، عكس ما كان يحدث مع الإسماعيلي.
يخرج الزمالك من فشل إداري إلى آخر، من مجلس ممدوح عباس إلى مرتضى منصور وأخيرا حسين لبيب، والمحصلة الرياضية في أكثر من 15 عاما محدودة للغاية، بينما المعارك على الفضائيات وداخل أروقة النادي هي أبرز إنجازات الزمالك في هذه الفترة، صار اسم النادي “مسجل أزمات” في الفيفا من كثرة شكاوى اللاعبين والمدربين. أليس من الغريب أن الثلاث إدارات ورطوا النادي في أزمات كان ثمنها إيقاف القيد ودفع مبالغ طائلة لإعادته مرة أخرى، وكل إدارة تهاجم بضراوة الإدارة السابقة عليها.
عمليات “نفخ” الأسيوطي
بعد عملية إبعاد تركي آل الشيخ عن الأهلي، لم يجد الرجل المقبل محملا بذهب المعز، ردا لكرامته التي ظن أنها أهدرت سوى شراء نادي شديد التواضع وحديث العهد ” الأسيوطي” وكان لابد من إجراء العديد من عمليات التجميل لشد ونفح النادي الذي تحول إلى بيراميدز، مستعينا بالعديد من كوادر الأهلي ذاته، مثل حسام البدري وعبد العزيز عبد الشافي، وأشخاصا أخرين من المطرودين من جنة الأهلي مثل ممدوح عيد.
في أثناء إعادة التأسيس الثانية للأسيوطي لكي يصبح “بيراميدز” كان الشيء اللافت مع التدفقات المالية الهائلة التي لم يشهدها أي نادي من قبل، بالتزامن معها، كان الزمالك يقدم خيرة لاعبيه إلى الرجل الموتور الذي يحاول الانتقام تحت ستار “المستثمر الخليجي”، الحارس الأساسي أحمد الشناوي ومدافعه الأبرز علي جبر. إدارة الزمالك في تلك الفترة لم تكن تفعل شيئا جديدا على تراث النادي، بالتحالف مع قوى رياضية ضد الأهلى، بل أن هذه التحالفات طبعت إدارة الزمالك طوال الوقت.
زواج كاثوليكي
الإدارة الحالية للزمالك بدأت عهدها بمعركة أكبر قلعة رياضية في مصر ، وانتهت بتمثيل دور التابع لبيراميدز فيما يشبه زواج كاثوليكي وتحالف رياضي كان تجليه الأبرز في هدف سكن شباك الحارس محمد عواد في مباراة الدوري، والعديد من البيانات من الناديين، قد يشك المتابع أنها تصدر عن الجهة نفسها، وليس عن متنافسين في بطولة واحدة، في الواقع قد يتجاهل المرء هذه الإشارات الواضحة لو كان ممن يؤمنون أن الفوز بالكونفيدرالية أهم من دوري أبطال أفريقيا، كما ردد البعض في البرامج الرياضية التي في الغالب قد تصيب المشاهدين بالبله لو أطالوا متابعتها أو بالغثيان لو أمعنوا التفكير في محتواها.
اعتاد الزمالك تصدير المظلوميات التاريخية، طوال الوقت الزمالك مظلوم ومغبون الحق، هناك دائما من يتربص بالزمالك ولاعبيه، الزمالك يتعرض لمؤامرة في كل الأزمنة، العيش في تلك الفقاعة غير الحقيقية جعل الطامحين في قيادة النادي لا يتورعون عن فعل أي شيء في سبيل الظهور أمام الجماهير في مشهد يدر الدموع وبعدها مباشرة الضحكات في فيلم الدفاع عن حق الزمالك، الذي تحول اليوم إلى الدفاع عن حق بيراميدز.
تفريغ الزمالك
في المباراة الأخيرة بنهائي الكأس، مثل بيراميدز من لاعبي الزمالك السابقين؛ أحمد الشناوي وعلي جبر وأحمد توفيق ومروان حمدي ويوسف أوباما ومصطفى فتحي، فيما تصر الوجوده الإعلامية التي يصدرها الزمالك للمشاهدين على أن الأهلى يفرغ النادي من لاعبيه، للتغطية على فشل الإدارة الحالية والسابقة في جلب لاعبين مفيدين للنادي، إذ أن الأموال التي دفعت لسامسون أكينولا وميشالاك وياسر حمد وعمر فرج وغيرهم الكثير، كان من الممكن أن تسهم في بناء فريق تنافسي للنادي.
يتخلى مجلس إدراة الزمالك طوعية عن دوره ومكانه في الرياضة المصرية إلى بيراميدز، والغريب أن ذلك يحدث برضا جماهيري!