الأخبارملاعب بناتناملفات خاصة

لماذا تُجبر لاعبات الكرة النسائية على اللعب في الحر بينما يؤجل الرجال مبارياتهم؟

شهدت جولات الدوري الممتاز مؤخرًا مفارقة لافتة: مباريات الدوري الرجالي تم تأجيلها ساعة كاملة لتبدأ في السادسة والنصف مساءً، مراعاة لارتفاع درجات الحرارة وخوفًا من تأثيرها على اللاعبين. في المقابل، تُلعب مباريات الدوري النسائي في تمام الرابعة والنصف عصرًا، في أجواء أشد قسوة، وكأن صحة اللاعبات وقدرتهن البدنية أقل أهمية.

هذا التمييز يفتح بابًا واسعًا للأسئلة:

هل معيار العدالة الرياضية يختلف بين الرجال والنساء؟

لماذا يتم التعامل مع كرة القدم النسائية باعتبارها “هامشية” رغم أنها بطولة رسمية تحت مظلة اتحاد الكرة؟

أليس من حق اللاعبات أن يحظين بنفس معايير الحماية والرعاية مثل اللاعبين الرجال؟

من الناحية الطبية، اللعب في أوقات الذروة الحرارية يزيد من مخاطر الإصابة بضربات الشمس، الجفاف، والإرهاق العضلي. ومع ذلك، تُجبر لاعبات الأندية على خوض اللقاءات في ظروف غير آمنة، فقط لأن “التوقيت” لم تتم مراجعته بالجدية الكافية.

المثير للتأمل أن هذه اللاعبات يُطالبن دائمًا بالاحترافية والانضباط، بينما لا تُوفَّر لهن أبسط مقومات العدالة في التنظيم. كرة القدم النسائية في مصر ما زالت تكافح من أجل إثبات وجودها، وما يحدث الآن يعكس عقلية ترى أن البطولة مجرد “تحصيل حاصل”، بينما هي في الواقع جزء لا يتجزأ من تطوير اللعبة وفتح المجال أمام نصف المجتمع للمشاركة.

إذا كان اتحاد الكرة قد راعى اللاعبين الرجال وأجّل مبارياتهم حمايةً لصحتهم، فمن باب أولى أن تمتد هذه الحماية للاعبات أيضًا. فالمساواة هنا ليست شعارًا، بل مسؤولية أخلاقية ومهنية.

كرة القدم النسائية لن تنهض ما لم تُعامل لاعباتها باعتبارهن رياضيّات محترفات لهن نفس الحقوق، ومن بينها الحق في اللعب في ظروف

طبيعية تحفظ سلامتهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى