تصوير مسلسل لدواعي أمنية ج٢ في الجبلاية
ترددت كلمة “لدواعي أمنية ” بقوة عام 2002حين عرض لأول مرة مسلسل يحمل نفس الاسم من بطولة الراحل كمال الشناوي وكانت تدور أحداثه حول شخصية رجل الأعمال فريد الجوهري الذي ازدادت ثروته وتزايد معها أعدائه ليبرز العرض غياب العدل والأمن.
مر نحو ١٧ عام وعاد مصطلح (لدواعي أمنية) للظهور بقوة ولكن هذه المرة من خلال شخصيات لا ترتقي لمستوى النجومية وبأحداث لا تستحق المشاهدة أو المتابعة بل تُلزمك باللعن في أغلب الوقت، فمؤخراً قررت لجنة المسابقات تأجيل مباراة القمة المنتظرة والتي تجمع الأهلي والزمالك في إطار لقاءات الأسبوع الرابع من الدوري المصري، وأرجع مسئولي اللجنة الخماسية السبب دواعي أمنية.
لست أعلم هل المتحكم في قرار التأجيل يعلم العواقب التي تلحق بتسويق الدوري المصري؟ وكذلك التأثير المباشر علي مستوي المسابقة واللاعبين؟ هل المسئول الأمني يدرك وضع مصر عندما يتردد في الوطن العربي والعالم خبر تأجيل مباراة طرفها الأهلي والزمالك لدواعي أمنية؟ هل يعلم أن مباراة الأهلي والزمالك مصنفة ضمن أبرز دربيات الساحرة المستديرة؟ هل يعلم أن الاتحاد الدولي كان يُطلق على القاهرة أثناء مباراة لقاء القمة مدينه الأشباح؟ وغير ذلك العديد من التفاصيل والقيم الجماهيرية التي نحصل عليها بمشاهدة ألوان الأحمر والأبيض، حدث كبير ننتظره للتعبير عما تمتلكه مصر من قوة المنافسة في مسابقتها المحلية.
غياب العدل يعقبه فقدان النظام والتفاهم، ومن هنا يتولد الصوت العالي والانسحابات حين يشعر طرف ومشجع أن ندية ظُلم، وفي زاوية أخرى نشاهد طرفاً يصيح منتصرا علي اختراقة نظام المسابقة، العرف في العالم أن تبدء المسابقة وتنتهي دون تغير في اللائحة أو المباريات إلا لظروف يستوعبها العقل، ليس من الطبيعي إقامة حفالات غنائية ومهرجانات سنمائية ويتم تأمينها في نفس الوضع الأمني للبلد، ليس من المنطق أن تنظيم بطولة بحجم أمم إفريقيا في مصر بحضور الجمهور ويعقبها دوري دون جمهور ليس من الطبيعي بعد كل هذا تطالبوا الشباب بحضور بعض المباريات بالتحلي بالروح الرياضية وعدم سب هذا وذاك وهو يمتلئ بشحنة غضب سببها الأول تأجيل المباراة لظروف أمنية ونفس الظروف سمحت للعب طرفي المباراة المأجلة مع أندية اخري، غياب العدل يولد العنف.