غرفة عتيقة مظلمة في قلعة عريقة، انتظرت لسنوات نسر يمنحها الضوء من نافذة أو رحالة يعيد بريقها من جديد.
خليك معانا:محمد عبد المنعم .. في بيتنا راموس
جاءت المحاولات الأولى لإنهاء السبع العجاف بأقدام السويسري فايلر، أعاد للمارد هيبته المحلية واكتشف سماء القارة السمراء من جديد تاركًا النسر في الخطوة قبل الأخيرة للمشوار الشاق.
ظهور موسيماني
اتسمت تجربة تعاقد الأهلي مع الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني بالغرابة، فالأندية العربية وخاصة الكبيرة لم يعرف مقعدها الفني أصحاب البشرة السمراء من القارة الأفريقية حتى وإن كان الضيف هو بطل دوري أبطال أفريقيا مع صن دوانز.
لا شيء أصعب على المدرب من خلافة مدير فني أجاد على جميع المستويات وأضاف الكثير لطبيعة فريقه، ففايلر قدم شكلًا خططيًا لن ينسى في تاريخ الأهلي “رغم قصر مدته”.
وظهرت بصمة فايلر واضحة على قدرات لاعبيه فـ رمضان صبحي الذي يتعرض لانتقادات مستمرة أصبح اللاعب الأفضل داخل الدوري المحلي.
تبرير منطقي
أوضحت إدارة الأهلي أن التعاقد مع موسيماني يرجع إلى خبرته الكبيرة في الأميرة الغائبة عن قلعة الجزيرة كما أنه يجيد التعامل مع أندية شمال أفريقيا.
تخطى موسيماني الوداد البيضاوي المغربي في الدور قبل النهائي بسهولة كبيرة وأكمل قصته الملهمة لأبناء القارة بتحقيق اللقب على حساب الزمالكك فيما أطلق عليه نهائي القرن.
تألق قاري وغياب محلي
سادت حالة من الجدل بين جماهير المارد الأحمر حول ما قدمه الفريق تحت قيادة بيتسو موسيماني عقب نهائي القرن.
فالفريق يسير بخطوات ثابتة لتحقيق اللقب الثاني على التوالي وفي الوقت نفسه يفرط في نقاط سهلة بالبطولة المحلية.
كانت المباريات الكبيرة محليًا وقاريًا كفيلة بإنهاء الجدل حول مصير المدرب، فكيف يقال مدرب حقق الفوز على الزمالك بخماسية وبيراميدز بثلاتثية؟
توج الأهلي بقلب الأميرة الأفريقية للمرة الثانية على حساب كايزر تشيفز الجنوب أفريقي ولكنه فقد لقب الدوري المصري الممتاز.
حقق برونزية كأس العالم للأندية مرتين وبنفس العدد حصد السوبر القاري وبلغ نهائي الأبطال للمرة الثالثة على التوالي ولكنه خسر أمام الوداد المغربي.
عٌقدة موسيماني
رفض عدد كبير من جماهير الأهلي قرار إنهاء التعاقد مع موسيماني لعدة أسباب من بينها القدرة على السير في المواجهات القارية وأفضلية الفريق في المواجهات الكبيرة خاصة أمام الزمالك.
ذهب الأهلي إلى المدرسة البرتغالية بحثًا عن خليفة محتمل لجوزية وهو ريكاردو سواريش صاحب الـ 47 عاما بعقد يمتد لموسمين.
جاء رحيل سواريش بعد أقل من 3 أشهر بعدما فقد الفريق مزيدًا من بريقه الهجومي وخسر لقب كأس مصر أمام الزمالك وتراجعت نتائجه أكثر في الدوري الممتاز.
اختبار كولر الصعب
عاد محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي إلى الاعتماد على أصحاب الخبرات خوفًا من تكرار فشل سواريش، وجاء التعاقد مع السويسري المخضرم مارسيل كولر.
قدم كولر نفسه بشكل مميز منذ اللحظة الأولى وبعيدًا عن الجانب الخططي الرائع، أظهر وجهًا مقبولًا للجماهير الحمراء وتفاعل معها بالطريقة التي تفضلها.
تحقيق لقب على حساب المنافس التقليدي نادي الزمالك هي الطريقة المثالية التي يمكن لمدرب أن يفتتح بها مشواره مع جماهير الأهلي وهو ما فعله كولر بعد أن سبقه فيه مواطنه فايلر.
أحكم الأهلي قبضته محليًا تحت قيادة كولر وهو ما أخرجه من مرحلة التشكيك والانتقاد المبكر ليحظى المقعد التاريخي بهدوء نسبي بعد تجارب مثيرة.
من المونديال إلى الأحباط وظهور موسيماني
عاد الأهلي من مونديال الأندية بدون ميدالية، ولكن ذلك لم يمنع الإشادة بكولر وما قدمه اللاعبين خاصة خلال مواجهة ريال مدريد إلى جانب أن المركز الرابع ليس بالشيء السيء.
ظهر الشك من جديد حول قدرة كولر والأهلي بشكل عام قاريًا بعد الخسارة من الهلال السوداني في افتتح مرحلة المجموعات والتعادل في مصر أمام صن دوانز ليتعقد موقف الفريق في بلوغ الأدوار الإقصائية.
كانت الأزمة الكبرى بالخسارة من صن دوانز بخماسية مقابل هدفين لتتفجر موجة من الغضب ومطالبات بعودة “بيتسو” القادر على إخضاع القارة لأحكام النسر.
كولر .. مستر إكس
رفض كولر الاستسلام وخطف الأهلي بطاقة التأهل من بعيد بفضل سيناريو سينمائي بإهدار أطهر الطاهر ركلة جزاء في الثواني الأخيرة أمام صن دوانز ويصطدم فريقه بجحيم القاهرة ويخرج مكبلًا بثلاثية تاريخية.
في الأدوار الإقصائية كان الأهلي على موعد مع زيارات مستمرة إلى شمال القاهرة، تخطي عقبة الوداد المغربي في ربع النهائي وتجاوز الترجي التونسي في المحطة قبل الأخيرة.
النهائي
انتقم الأهلي لخسارته “تحت قيادة موسيماني” وخطف لقب دوري أبطال أفريقيا من الوداد المغربي في مركب محمد الخامس وبين “عشاق الأمة”.
كتب مارسيل كولر موسمًا تاريخيًا في انطلاقة رحلته مع الأهلي حقق الكأس والسوبر في مصر ويتبقى أيام على رفع درع الدوري الممتاز إلى جانب معانقة الأميرة.
فهل اقتنعت جماهير الأهلي أن هناك أفضل من موسيماني؟
